تقرير: عمار راشد
يلعب نجوم المجتمع من الفنانين والرياضيين وأهل الاعلام فى الدول الغربية وحتى فى الدول العربية ادوار مقدرة فى التصدى للقضايا الانسانية ويتقدمون صفوف مبادرات العمل الطوعى مسخرين كل طاقاتهم الفنية وامكانياتهم المادية من أجل تحقيق هذه الاهداف النبيلة وتنزيلها على ارض الواقع فى صورة ثابتة صارت محل احتفاء وتقدير من كل العالم وشعوبهم المختلفة بصفة خاصة، بينما هنا فى السودان يلاحظ الجميع التقصير المريع لنجوم المجتمع السودانى تجاه المساهمة والانصهار فى القضايا الانسانية لمجتمعهم خاصة من فئة الفنانين لما يمتلكونه من شهرة عريضة وكاريزما وسط الجماهير، فتحنا هذا الملف مع عدد من هولاء النجوم فكانت هذه الافادات الصريحة:-
مكافحة العطش
كشف الفنان اسماعيل حسب الدائم ان تفاعل المبدع أو الفنان مع قضايا مجتمعه الانسانية يعد شيئاً اساسياً وجزء اصيلاً ومهماً من رسالته الفنية ، وابان اسماعيل انه شارك سابقاً فى عدد ضخم وهائل من المشاريع و الاعمال الطوعية والانسانية التى حاول ان يساهم فيها بقدر استطاعته الفنية عملاً بقولة الاية الكريمة فى القرآن الكريم (لايكلف الله نفساً إلا وسعها) واتباعاً لتعاليم الدين الاسلامى الحنيف، وقال ان مشاركاته كانت عبر اقامة واحياء الحفلات الغنائية والتى ذهب ريعها لصالح المشروع واحياناً بالتبرع من ماله الخاص على حسب امكانياته ، واضاف أن من اجمل المبادرات الطيبة التى لا تزال عالقة بذاكرته وكان فيها جزء أصيل مشروع مكافحة الجوع ثم العطش وايصال المياه لعدد من القرى والارياف فى اطراف الخرطوم والسودان.
حب النفس
اكد اسماعيل أن غياب دور الفنانين الشباب من الجيل الحالى عن التصدى للقيام بلعب ادوار انسانية مؤثرة فى معالجة القضايا التى تهم المجتمع السودانى مثل المساعدة فى ايصال كسوة العيد للاطفال اليتامى والفقراء أمر متوقع منهم وليس بشئى غريب أو مستبعد فى ظل الواقع والحياة التى يحبونها ، وعزا ذلك لان صفة الانانية وحب النفس وعدم ايثار الاخرتجرى فى دمائهم و الدليل اعتمادهم التام فنياً على التكسب المادى من ترديد أغنيات الفنانين الكبار والمدوامة على هضم وانتهاك حقوق اصحابها من الفنانين والملحنيين والشعراء ولايعرف هولاء المطربين معنى أن يكون الفن (رسالة فى الحياة) بل أن فهمهم القاصر للغناء أنه مجرد مهنة تعود عليهم بالأموال التى تمكنهم من العيش وركوب السيارات الفارهة ، وآبدى اسماعيل أسفه لغياب الدور الانسانى فى حياة الجيل الحالى من الفنانين الشباب فى الساحة الفنية السودانية بالرغم من انهم يعيشون فى ظروف مادية مريحة احسن حالاً من الفنانين الكبار والرواد الذين سبقوهم ، ودعا الى ضرورة استيقاظ الشباب من الغفوة التى يعيشونها ويجب عليهم أن يتقدموا للمساهمة ولعب ادوار فى القضايا الانسانية والاجتماعية للمجتمع السوداني.
الحياة قاسية
أوضح الفنان غاندى السيد أن ثقافة العمل الطوعى واستغلال نجوم المجتمع لانجاحها ظاهرة تعتبر دخيلة وجديدة نسبياً على السودانيين ، وكشف غاندى عن عدم رضائهم كفنانين شباب عن الدور الذى يساهمون به فى القضايا الانسانية ويعتبرون أنفسهم مقصرين ولم يقوموا بالدور المطلوب منهم بصورة جيدة كما ينبغى القيام به ، وقال ان ذلك يعزى الى ان الفنانين فى حالة انشغال فنى دائم ولهث خلف التعاقدات والاطلالات الاعلامية ، واكد ان هذا لاينفى أن عدد مقدر من المبدعين صاروا مهمومين بالقضايا الانسانية ومحاولة معالجتها ويتقدمون صفوف المبادرين كلما سنحت لهم الفرصة ، واضاف أن المطربين الشباب يحتاجون لمجرد إشارة من منظمات المجتمع أو جهات تنظم مثل هذه الاعمال واستشهد بالنداءات الاعلامية التى تصدرت عدد من الصحف السودانية من قبل وعلى ضؤها شارك فى التبرع بمجموعة من الملابس بنادى الخرطوم جنوب لصالح كسوة الملابس للاطفال الفقراء ودور اليتامى بالخرطوم ، واشار غاندى الى ان المقارنة تظل مفقودة مابين الجيل الماضى والحالى فى المبادرات الانسانية والعمل الطوعى لان الحياة كانت فى السابق حلوة ورائعة والفنانين الكبار قلوبهم نظيفة ونفوسهم متسامحة ومتصافية بعكس الجيل الحالى الضعيف تجاه المسؤولية وبعيداً عن قضايا مجتمعه لانشغاله بضغوط وزحمة الحياة.
ظهور إعلامي
قال الموسيقار د. الفاتح حسين عميد كلية الموسيقى والدراما ان المبدعين فى السودان عموماً مقصرين فى لعب أدوار مؤثرة فى معالجة القضايا الانسانية والمساهمة فيها ، واكد د. الفاتح انه حتى المشاركات القليلة لنجوم المجتمع فى السودان من فنانين واعلاميين ونجوم رياضة وسياسة ليس بالشكل القوى مثلما يحدث فى مصر باجتماع كبار الفنانين المصريين واحياءهم لحفلات جماهيرية ضخمة يعود ريعها المالى كله لصالح مثل هذه المشاريع الانسانية، وابان انه حتى المشاركات القليلة لبعض الفنانين السودانيين فى القضايا الانسانية وتبنيها تتم من أجل (الشو) والظهور الاعلامى ولجذب الاضواء والاطلالة عبر الصحف والقنوات الفضائية وبها شئى من النفاق بنسبة 80% وفى النهاية لاتستفيد الجهات من هذه الزيارات لانها بحاجة لتقديم شئى ملموس ، واستشهد د. الفاتح بمشاركته من قبل مع اطفال فرقة د. الفاتح حسين الموسيقية وقاموا بزيارة اطفال المايقوما وقدموا لهم مجموعة من الهدايا ورفض فى وقتها ان يرافقه الاعلام فى هذه الزيارة لان العمل الطوعى وفعل الخير جزاؤه عند رب العالمين ولايحتاج للاعلام أو لكشفه للناس.
مساعدات بارزة
وبدورها قالت سهام عمر مذيعة قناة ا لهلال الفضائية انها عن نفسها تغتنم كل فرصة متاحة امامها للمساعدة والمساهمة فى الاعمال الخيرية والانسانية التى تهم المجتمع وانضمت من قبل لعدد من الجمعيات الطوعية المهتمة بالجانب ا لانسانى ومع ذلك تحس بانها لاتزال مقصرة وحول زميلاتها من المذيعات اكدت عدم علمها بمشاركتهن من عدمه ولكنها تعرف بعض منهن يقمن بالمساعدة فى الخفاء بعيداً عن الاعلام والاضواء ابتغاء الاجر وهذا لاينفى ان اغلب نجوم المجتمع مقصرين فى هذا الجانب حتى لو كانت مشغوليتهم تطغى على وقتهم ولايجدون الوقت للقيام بمساعدة الناس من الاشخاص المرضى والاسر المتعففة فى البلاد كشف الفنان جمال فرفور انه بالرغم من المشاغل البالغة والفنية العديدة للفنانين وضيق ذات اليد زائد الظروف الاقتصادية التى اثرت على عملهم احياناً يحاولون بقدر الامكان لعب ا دوار ايجابية بارزة ومؤثرة فى معالجة عدد من القضايا الانسانية حتى ان معظمهم غير اعضاء فى بعض الجمعيات الناشئة أو سفراء للنوايا الحسنة وغير مكلفين ومع هذا قدموا مساعدات بارزة لدور المسنيين والأيتام ومكافحة الامراض وفى القضايا الوطنية والمناسبات القومية المختلفة وشدد على ان هذا الامر معروف عنهم كمبدعين منذ عهد الفنانين الرواد الاوائل.