الرياضية

بوكو (حلال)

بقلم : هاشم أحمد محمد

حلّق منتصراً، معلناً عن وصوله لمحطة -كأس العرب- حفته هالة من الدعوات، واسراب من مناصرين، فأعتد (المرتدون) الأحمر الباهي بجيشهم المؤازر ليخبروا العالم أنهم متى ماصّح منهم العزم تقدمت خطواتهم في طريق النصر.

من دون كل الانتصارات الأخيرة كان هذا الأغلى، لأن صفعت الترقي ضربت (خد) الشك والتشكيك فأرتفعت الحناجر ب (مبروك) ليلتها نامت جموع الشعب السوداني على وسائد السعادة وتبللت الأعين بدموع الفرح بعد أن بسطت (الصقور) هيمنتها فزادت سعادتنا، وحمتنا بجناحيها من تقلبات (سوق) الحياة ولو (مؤقتاً) حيث قدمت لنا نفحة من دوحة العرب.

عشنا قبل نزال الليبيين في أزمنة التحطيم النفسي الكروي ، الذي يبدأ من الاتحاد العام  والعارضة الفنية والاختيارات للكلية ثم يتغلغل ليصل إلى جسد القائمة المشاركة منذ صافرة البداية، في مشهد مؤسف ومؤلم ومحبط في آن واحد، مشهد عنوانه العريض (ضيق الإنتماء والألوان) وإنها لطاقة يهدرها التحطيم النفسي، وقدرات ينفيها الاستعمال السيئ للمنصات الإعلامية من قبل شاغليها ومؤثريها عندهم؛من زل أسقطوه، ومن أخطأ رجموه، ومن تعثر نفوه بألسنة حداد، هكذا نمر موسمياً بذات المحطات في كل بطولة أو إستحقاق يخوضه منتخبنا الوطني.

يطفو على سطح مخيلتي سؤال؛ لماذا لا نأخذ حقنا عنوة من اقراننا ورصفائنا الكرويين؟ لماذا لا نتحد ونعطي بسخاء لصالح الوطن ألم يقولوا :المصالح تتصالح! لماذا لا يقوى جناح صقر الجديان على الرفرفة دون أن يرتد خائباً، مكسوراً، مهيضاً؟

طالت سنوات عجزنا وبتنا أشبه بالمستسلمين، الخانعين، الخاضعين، لاتهزنا هزيمة، ولا يشغل فكرنا تصنيف متأخر، بل أفجع من ذلك كله إفتقادنا وأفتقارنا لوقود (الغيرة) المحرك لمسار ومسير نهضتنا الرياضية.

ثمة آفاق لابد أن تُزار، ثمة ثمار يجب أن تقطف، ثمة صفحات سوداء وجب أن نلقي عليها قميص وحدتنا لتبيّض، ونكتب فيها جملاً واضحة بخط جرئ (صقور الجديان في الميدان).

أشفق على حالنا، فقد مرّ عمر بأكمله ولم ندرك بعد أننا لم نكن نركض في مضمار سباق الآخرين، أراضينا التي نقف عليها رياضياً غير صلبة، كل المتاح لدينا؛ عقبات، وكثير من الأسى، نتاجه إختلاف حتى في أسباب الرضا لدينا.

آن ميقات الإفاقة من غفوتنا، حان وقت الجد، والعهد، والجهد، دقت ساعة العمل، شراكتنا في العبور تطرد خوفنا، وستفلح محاولات الوصول للتتويج دون ترنح لاوتار ضرباتنا السابقة.

أعاد لنا أبناء الصقور، مساحة من أمل باقٍ، بعد أن تُهنا عن معالم الطريق، واختبأنا وراء هناتنا المفتعلة، فعادوا بنا لمغازلة الأحلام، موزعين لغنائم الانتصار من دوحة الأخيار.

شائكة غابات التمني، وعصية رغبات التفرد، وكثيراً ماأستعصت علينا النجمات العوالي، لكن من يدري ربما كان مصيرنا ونصيبنا القمر.

صدقاً منذ تعرفي على طعم كرة القدم وحتى كتابتي لهذه السطور، وحده المنتخب الوطني من يلقنني الحياة، حليباً، وحباً، وحرفاً، وووو (بوكو حلال)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *